تطبيق إرشادات إتاحة الوصول إلى محتوى الويب WCAG

ما هي إرشادات إتاحة محتوى الويب (WCAG)؟ 

 

للتعريف أولًا بهذا المصطلح قبل الدخول في تفاصيل الإصدارات والتحديثات وكيفية تطبيقها على مواقع الويب، تُعرَف إرشادات إتاحة محتوى الويب باختصار WCAG، أو Web Content Accessibility Guidelines 

وهي لائحة من إرشادات تم وضعها من قبل رابطة شبكة الويب العالمية (W3C)، هذه الرابطة التي أسسها تيم بيرنرز لي مخترع الشبكة العنكبوتية أو الإنترنت الذي أبدى عناية كبيرة في تحقيق إمكانية الوصول إلى محتوى الويب ووضع إرشادات وتعليمات لضمان حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة والصعوبات المختلفة وكبار السن. 

تشمل هذه الصعوبات جميع الإعاقات الحركية والإدراكية والحسية والعصبية، أو الصعوبات المتعلقة بالتقدم في السن، أو مجرد ممارسات لتسهيل الاستخدام وزيادة التركيز أثناء القراءة والتصفح. 

 

تعاقُب إصدارات اللائحة: ما هي الإضافات والتحسينات؟ 

 

إن إصدارات لائحة إرشادات إتاحة الوصول إلى محتوى الويب WCAG تعتبر قليلة جدًا، تناسبًا مع عمر هذه اللائحة بأكثر من 30 عامًا، وتناسبًا مع أن هذه اللائحة شهدت تطورات الإنترنت منذ نشأته إلى التقدم التكنولوجي في يومنا هذا (2024) -إن صح التعبير بعد عدة سنوات :)- 

 

الإصدار الأول: WCAG 1.0  عام 1999 

الإصدار الثاني: WCAG 2.0 عام 2008 

الإصدار الثالث: WCAG 2.1 عام 2018 

الإصدار الرابع: WCAG 2.2 عام 2023 

 

تمثل الإصدار الثالث بوجود 17 معيارًا جديدًا للامتثال والنجاح، أما الإصدار الأخير تم إضافة مجموعة من المعايير على ما قبله تتعلق حول إمكانية الوصول في الهواتف المحمولة، ويولي اهتمامًا خاصًا للأشخاص ذوي الصعوبات الإدراكية والتعليمية وضعف النظر. أما بالنسبة للإصدارين الثاني والثالث فهما الأكثر استشهادًا بها في القوانين واللوائح الدولية. 

بُني التحديث الرابع والأخير الذي صدر في أكتوبر 2023 على عدة ركائز لتصميم مواقع الويب المتاحة، حيث يساعد المطورين على إنشاء محتوى كامل بديل للأشخاص ذوي الإعاقات البصرية والسمعية والحركية والإدراكية. في هذا الخصوص.. لم يتم إغلاق المهمة بل بدأ العمل على إعداد الإصدار WCAG 3.0. 

 

 كيف يصبح الموقع متوافقًا مع إرشادات WCAG؟ 

 

مستويات التوافق

 

تُعرِّف الرابطة درجات التوافق مع إرشادات WCAG باسم "المستويات"، وتنقسم إلى ثلاثة مستويات من التوافق حسب مدى الامتثال إلى إرشادات إتاحة الوصول إلى محتوى الويب، كل مستوى يحتوي على معايير محددة يجب تطبيقها لضمان وصول أفضل للفئة المستهدفة، كلما كان المستوى أعلى تحققت شمولية أكبر وتجربة متكاملة للمستخدمين. 

 

مستوى A: يتحقق المستوى الأول من خلال تطبيق الإرشادات الأساسية والتخلص من العوائق التي تحظر المحتوى بشكل لا يمكن تجاوزه، على سبيل المثال؛ إضافة النص البديل للصور حتى يمكن لقارئ الشاشة قراءة المحتوى بدون أي نقص، هذه الممارسة بالتحديد أساسية للأشخاص ذوي الإعاقات البصرية وقد تحجب محتوى هامًا يجب الوصول إليه. 

مستوى AA: المستوى المتوسط يتعدى الأساسيات ليصبح أكثر شمولية من المستوى الأول، يتطلب الأخذ بعين الاعتبار دائرة أكبر من الإعاقات والأمراض، يتضمن بالطبع جميع المعايير المطلوبة في المستوى الأول بالإضافة إلى بعض النقاط الأخرى، مثل توفير تعليقات صوتية للفيديوهات والمقاطع لمساعدة مرضى ضعف النظر أو العمى الكلي. 

مستوى AAA: أما المستوى الأفضل من بينهم يتحقق بمعايير عالية وشمولية لجميع الفئات، لتكون تجربة متكاملة قدر الإمكان، مثل توفير شرح بلغة الإشارة، أو تعليقات صوتية مفصلة ومتقدمة للصور.  

 

مبادئ اللائحة 

 

تقوم لائحة الإرشادات على أربعة مبادئ لتحقيق إمكانية الوصول إلى محتوى الويب، وثلاثة عشر معيارًا موزعين كأهداف المبادئ قابلة للقياس:

 

  • قابلية الإدراك: التأكد من أن يكون المستخدمين قادرين على إدراك عناصر واجهة الموقع الإلكتروني، من خلال عرضه بطريقة تجعله يستطيع استيعاب الفكرة الرئيسية من الصفحة باستخدام حاسة واحدة فقط على الأقل. يندرج تحت هذا المبدأ 4 معايير: 

 

النصوص البديلة: أي النصوص الوصفية المرافقة للصور والوسائط المتعددة.

النصوص المتزامنة: أي نصوص الترجمة أو الكابشن المتزامن مع الوسائط التفاعلية مثل مقاطع الفيديو.

مرونة العناصر: إمكانية تعديل وتغيير حجم الشاشة أو مساحة عرض المحتوى بدون فقدان أي بيانات على الصفحة. 

التمييز والتنسيق: تنسيق المحتوى بشكل مناسب بحيث يظهر المحتوى بالحجم الصحيح والمسافات المتناسبة، بالإضافة إلى خيارات التنسيق المختلفة مثل التباين اللوني وغيره. 

 

 

  • قابلية التشغيل (العملية): من المهم التأكد من قدرة زوار الموقع ذوي الاحتياجات الخاصة على استخدام وتشغيل عناصر الموقع الإلكتروني بالأخص عناصر التنقل. يندرج تحت هذا المبدأ 5 معايير: 

 

الوصول من خلال لوحة المفاتيح: يجب على الموقع أن يكون قابل للتحكم بشكل كامل عن طريق لوحة المفاتيح فقط عن طريق تفعيل الاختصارات.

سَعة الوقت: فيما يخص المحتوى التفاعلي والوسائط المتحركة، يجب تخصيص ما يكفي من الوقت بحيث يتمكن المستخدمون من الوصول إلى المحتوى دون فقدان الفرصة لقراءة المعلومات أو إدخال الردود المطلوبة.

النوبات والتحركات الجسدية: تخفيف الوميض والمحتوى اللامع لمنع تحفيز النوبات العصبية لدى مرضى الصرع أو الأمراض العصبية الأخرى. 

قابلية التنقل: منطَقة التنقل داخل الموقع الإلكتروني، بحيث يستطيع جميع المستخدمين التنقل واكتشاف المحتوى والصفحات جميعها بطرق بديهية ومتناسبة. 

مرونة أنماط الإدخال: إمكانية اختيار أنماط متعددة من طرق الإدخال، لا تقتصر على الماوس أو لوحة المفاتيح فقط بل جميع الأجهزة المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة مثل تتبع حركة العين أو أجهزة التعليق الصوتي. 

 

 

  • قابلية الفهم: التأكد من أن يكون المستخدمين ذوي الاحتياجات الخاصة قادرين على فهم البيانات والمعلومات المعروضة والتفاعل معها. يندرج تحت هذا المبدأ 3 معايير: 

 

مقروء: جميع النصوص يجب أن تكون مقروءة وقابلة للفهم مع تجنب المصطلحات الفنية والكلمات غير المألوفة وتقليل استخدام الاختصارات. 

متوقع: يجب تصميم موقع الويب والمحتوى لتعمل وفق توقعات المستخدمين، مثل استخدام التمرير العمودي (Scrolling)، وتضمين جميع روابط التنقل في هوامش الترويسة والتذييل.

مساعدة في الإدخال: ينبغي أن يتمكن المستخدمون من استخدام معلومات الإدخال المحفوظة في المتصفح لتجنب الأخطاء وضمان الدقة عند ملء حقول تسجيل الدخول ونماذج التسجيل.

 

 

  • الصلابة: تمكين المستخدمين وبالأخص ذوي الاحتياجات الخاصة، من الوصول إلى الموقع واستخدام الواجهة حتى مع تغير التقنيات وتطورها. يندرج تحت هذا المبدأ معيار واحد وهو التوافق، ويعني أن تسعى المواقع الإلكترونية أن تكون متوافقة مع أنماط المستخدمين بما يتضمن التقنيات المساعدة والبرمجيات لتحسين تجربة المستخدم.

 

 

"مساعد" وتحقيق معايير الوصول

 

توفر أداة "مساعد" تجربة شاملة ومصممة بعناية، وقد حققت معايير إرشادات إتاحة محتوى الويب (WCAG)، مما يضمن أن الجميع، بما في ذلك ذوو الاحتياجات الخاصة، يتمكنون من التفاعل بسهولة وفاعلية مع المحتوى. بفضل توافقها العالي مع التقنيات المساعدة وسهولة التنقل فيها، تقدم "مساعد" حلاً ذكيًا لدعم الإدماج الرقمي وتلبية احتياجات المستخدمين مهما كانت أدواتهم أو إمكانياتهم، مما يعزز الوصول إلى المعلومات بشكل مرن ومتجاوب مع تطور التقنيات.