إمكانية الوصول إلى مواقع الويب
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO): "يُقدّر أن 1.3 مليار شخص يعانون من إعاقة. وهذا يمثل 16% من سكان العالم، أو 1 من كل 6 منا." وبما أن الويب مصدرًا متزايد الأهمية في العديد من جوانب الحياة: التعليم، العمل، الحكومة، التجارة، الرعاية الصحية، الترفيه، وأكثر من ذلك. من الضروري أن يكون الويب متاحًا لتوفير الوصول المتساوي والفرص المتساوية للأشخاص ذوي القدرات المتنوعة. يُعرف الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بما في ذلك الويب، كحق إنساني أساسي في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (UN CRPD).
وحسب شون لووتون هنري مسؤول برنامج مبادرة إمكانية وصول الويب في W3C: فإن
"إمكانية الوصول ضرورية للبعض، ومفيدة للجميع".
تعريف إمكانية الوصول (Accessibility)
إمكانية الوصول هي مفهوم يُشير إلى تهيئة وتصميم واجهة المستخدم (UI) بطريقة تسمح لأكبر عدد ممكن من الأفراد، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة، بالوصول إلى المعلومات والخدمات بشكل متكافئ. يتضمن هذا المفهوم ضمان أن المحتوى الرقمي، مثل المواقع الإلكترونية والتطبيقات، متاح وسهل الاستخدام للجميع، بغض النظر عن قدراتهم الجسدية أو الحسية.
تعد إمكانية الوصول جزءًا لا يتجزأ من التصميم الشامل، حيث تسعى إلى تمكين الجميع من الاستفادة من المعلومات والخدمات الرقمية، وبالتالي تعزيز الشمولية والمساواة في الوصول إلى المحتوى.
أدوات إمكانية الوصول (Accessibility Tools)
قد تكون أدوات إمكانية الوصول عدة برمجيات منفردة أو مجموعة من البرمجيات في أداة واحدة، هدفها الأساسي هو تسهيل الوصول إلى محتوى المواقع الإلكترونية بجميع أشكاله، لجميع المستخدمين بغض النظر عن قدراتهم الجسدية والحسية، بهدف تهيئة بيئة رقمية شاملة من خلال تمكين الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والصعوبات المختلفة للتفاعل مع المعلومات والخدمات بشكل مستاوٍ مع الآخرين.
دور الأدوات في تحسين تجربة المستخدم
تكمن أهميتها في تصميم تجربة مستخدم متوازنة تعكس التنوع في احتياجات الأفراد، وتوفير المعايير العالمية، مثل تلك التي حددتها منظمة الصحة العالمية والمعايير الدولية لإمكانية الوصول، وذلك يؤثر بشكل مباشر في تحسين جودة الحياة اليومية للأشخاص ذوي الإعاقة. وتسهم هذه الأدوات في تعزيز التفاعل والرضا العام للمستخدمين من خلال:
-
تيسير الوصول إلى المعلومات
-
تحسين التفاعل
-
تعزيز الفهم والوضوح
-
تحسين رضا العملاء
-
توسيع قاعدة المستخدمين
-
تلبية المعايير القانونية
-
توفير التدريب والدعم
أشكال أدوات إمكانية الوصول
تتخذ أدوات إمكانية الوصول أشكالًا متعددة تتناسب مع احتياجات المستخدمين المختلفة، مما يضمن تلبية متطلبات مجموعة واسعة من الأفراد. تتنوع هذه الأدوات بين البرمجيات والأجهزة، وتعمل جميعها على تسهيل التفاعل مع المحتوى الرقمي وتحسين تجربة المستخدم. نستعرض مجموعة من أشكال هذه الأدوات على سبيل المثال لا الحصر:
-
برامج قراءة الشاشة
هذه البرامج تستخدم لتحويل النصوص على الشاشة إلى صوت، مما يُساعد الأشخاص ذوي الإعاقات البصرية على الاستماع إلى المحتوى المكتوب.
-
أدوات تكبير الشاشة
تُستخدم لتكبير المحتوى المعروض على الشاشة، مما يسهل قراءة النصوص والصور للأشخاص الذين لديهم ضعف بصري. هذه الأدوات تتضمن خيارات لتكبير مناطق معينة من الشاشة أو تغيير حجم الخطوط أو تكبير الشاشة على المستوى العام.
-
أدوات الإعدادات اللونية
تشمل أدوات تفحص تباين الألوان بين النصوص والخلفيات لضمان إمكانية قراءة المحتوى للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الرؤية مثل عمى الألوان. تساعد هذه الأدوات في ضبط الألوان بشكل يدعم وضوح النصوص.
-
أدوات التعليقات النصية
تتيح إضافة ترجمات أو نصوص توضيحية لمحتوى الفيديو أو الصوت، مما يُسهل على الأشخاص ذوي الإعاقات السمعية الوصول إلى المعلومات. تُعتبر هذه الأدوات مهمة أيضًا لتحسين التجربة الشاملة للمستخدمين الذين يفضلون القراءة.
-
أجهزة التحكم عن بعد
تشمل الأجهزة التي تسمح للأشخاص ذوي الإعاقة بالتحكم في الأجهزة الرقمية عبر أوامر صوتية أو حركات بدنية، مما يتيح لهم التفاعل بسهولة مع المحتوى.
بدلاً من استخدام أدوات منفصلة لكل وظيفة، قد يكون من الأفضل اعتماد حل متكامل يوفر جميع هذه الإمكانيات في أداة واحدة. تتيح لك "مساعد" توحيد أدوات الوصول المتنوعة في منصة واحدة، مما يجعل موقعك أكثر توافقاً مع المعايير ويوفر عليك الجهد في إدارة وتحديث أدوات متعددة.
ما الوقت الأنسب للبدء؟
قد يتساءل مقدمو الخدمات عن أنسب وقت لجعل موقع الويب متوافقًا مع المعايير العالمية وإتاحة وصوله للجميع، فيما إذا كان بعد المضي قدمًا في المشروع وإتمام موقع الويب بشكل كامل أم منذ البداية؟ الإجابة أنهم متأخرون جدًا.
من المهم أن يدركوا أنها ليست إضافات جانبية لرفع ترتيب الموقع وحسب، بل هي أدوات أساسية للبعض قد تمنع الزوار من الدخول إلى موقعك.هذا التأثير الإنساني الإيجابي بعيدًا عن التأثير التجاري، أمر حاسم لبناء المجتمع في حين نستطيع جميعًا من تمكين جزء كبير من المجتمع من غير أن يشعروا بالعوائق الحقيقية التي تحجب وصولهم إلى المعلومات ونتائج البحث.